ما سرّ الياسمين
وما سرّ عَبَقه الأثير
قيل أنّهُ في غابِر الزمانِ عاشتْ فتاةٌ ليستْ بذاتِ جمالِ
ولكِن تَحْمِل بَيْنَ ثنايا ضُلوعِها قلبٌ ابيضُ ناصعٌ
كالثلجِ الذي ينامُ على صدرِ الجبالِ
عَشِقت حالِم لَمْ يَرى سِوى النّجوم عَشيقَتَهُ وَلَمْ يَنْظُرْ إلّا لِلقمرِ
أحَبّتْهُ ببراءةِ الأطفالِ وَرَسَمَتْهُ بِعيْنِ عقْلِها الجامِحِ للخيالِ
ذابَت على أعتابِ قسوتِه واستلّذت بصدّهِ
وَهُوَ لازال يَطْعنُ قلبَها الأبيضَ بِسكينِ غرورِهِ وتكبّرِهِ
إلى أنْ تَعِبَ الفؤادُ مِن شِدّةِ الضرباتِ
فَخَفَتَتْ نَبَضاتُهُ وَسَكَتَتْ هَمَساتُهُ
وَأعْدَمَ الحبّ عقلَ الفتاةِ وَأزهقَ فيها الروحَ
فَصَمَتَ الفؤادُ واخْتَفَتِ الأنفاسُ
وَعادَ الجسدُ الّذي لَمْ يَنْدم يَوْماً على عِشْقِهِ البريء
إلى قلبِ الأرضِ التي خُلِقَ مِنْها
باتَ الحالِمُ وَحيداً فَلَمْ يَعُد هُناكَ أثرٌ لفراشةٍ تُحلّقُ حَوْلَ هالةِ ضوئِهِ
والنجومُ أفِلَتْ والقمرُ ليْسَ يُبالِي
إخْترَقَ سهمٌ قلبَهُ على غفلةٍ فنزفَ الفؤادُ الذي لمْ يُدرِك
أنّه عاشقٌ إلّا بعدَ فواتِ الأوانِ
تاهَ في لياليهِ وَسارَت بِهِ الأقدامُ إلى قبرٍ حَوَى
أطْهر وأبيضَ و أبرءَ قلبٍ في الوجودِ
جلسَ على القبرِ يذرفُ الدموع
يومَ يُقتلُ يوماً على هذا الحال
إلى أنْ نبَتَت مِن دموعِ عينيهِ شجرةٌ تحملُ على أكْتافِها
زهرةً بيضاءَ ناصعةً
أخذَ الحالمُ يعشقُ تلكَ الزهرةَ فبياضُها مِن بياضِ قلبِ حبيبته
فارتأى أنْ يختارَ إسماً لها يليقُ ببسمتِها وبِطيبِ القلب الذي نمت فوقَ لحدِهِ
سألَ النجومَ وَالقمرَ وَتُرابَ الأرضِ مِن تحتِهِ فلمْ يجدْ لَها سِوى
الياسمين إسماً يليقُ بِها
فصرَخَ مُنادياً باسمِها فاهتزّت الجبالُ مِن صدى صوتِهِ
فبسمت لَهُ الياسمينة وَفاحَ مِنها طيبٌ يغمُرُ القلبَ رقةً
شعرَ الحالمُ العاشقُ لحظتَها بدفءٍ فأرْخى أوْصالَهُ وَنامَ نَومتَهُ الأخيرةَ
فوقَ قبرِ حبيبتِه تحتَ ظلّ شجرةِ الياسمينِ
وما سرّ عَبَقه الأثير
قيل أنّهُ في غابِر الزمانِ عاشتْ فتاةٌ ليستْ بذاتِ جمالِ
ولكِن تَحْمِل بَيْنَ ثنايا ضُلوعِها قلبٌ ابيضُ ناصعٌ
كالثلجِ الذي ينامُ على صدرِ الجبالِ
عَشِقت حالِم لَمْ يَرى سِوى النّجوم عَشيقَتَهُ وَلَمْ يَنْظُرْ إلّا لِلقمرِ
أحَبّتْهُ ببراءةِ الأطفالِ وَرَسَمَتْهُ بِعيْنِ عقْلِها الجامِحِ للخيالِ
ذابَت على أعتابِ قسوتِه واستلّذت بصدّهِ
وَهُوَ لازال يَطْعنُ قلبَها الأبيضَ بِسكينِ غرورِهِ وتكبّرِهِ
إلى أنْ تَعِبَ الفؤادُ مِن شِدّةِ الضرباتِ
فَخَفَتَتْ نَبَضاتُهُ وَسَكَتَتْ هَمَساتُهُ
وَأعْدَمَ الحبّ عقلَ الفتاةِ وَأزهقَ فيها الروحَ
فَصَمَتَ الفؤادُ واخْتَفَتِ الأنفاسُ
وَعادَ الجسدُ الّذي لَمْ يَنْدم يَوْماً على عِشْقِهِ البريء
إلى قلبِ الأرضِ التي خُلِقَ مِنْها
باتَ الحالِمُ وَحيداً فَلَمْ يَعُد هُناكَ أثرٌ لفراشةٍ تُحلّقُ حَوْلَ هالةِ ضوئِهِ
والنجومُ أفِلَتْ والقمرُ ليْسَ يُبالِي
إخْترَقَ سهمٌ قلبَهُ على غفلةٍ فنزفَ الفؤادُ الذي لمْ يُدرِك
أنّه عاشقٌ إلّا بعدَ فواتِ الأوانِ
تاهَ في لياليهِ وَسارَت بِهِ الأقدامُ إلى قبرٍ حَوَى
أطْهر وأبيضَ و أبرءَ قلبٍ في الوجودِ
جلسَ على القبرِ يذرفُ الدموع
يومَ يُقتلُ يوماً على هذا الحال
إلى أنْ نبَتَت مِن دموعِ عينيهِ شجرةٌ تحملُ على أكْتافِها
زهرةً بيضاءَ ناصعةً
أخذَ الحالمُ يعشقُ تلكَ الزهرةَ فبياضُها مِن بياضِ قلبِ حبيبته
فارتأى أنْ يختارَ إسماً لها يليقُ ببسمتِها وبِطيبِ القلب الذي نمت فوقَ لحدِهِ
سألَ النجومَ وَالقمرَ وَتُرابَ الأرضِ مِن تحتِهِ فلمْ يجدْ لَها سِوى
الياسمين إسماً يليقُ بِها
فصرَخَ مُنادياً باسمِها فاهتزّت الجبالُ مِن صدى صوتِهِ
فبسمت لَهُ الياسمينة وَفاحَ مِنها طيبٌ يغمُرُ القلبَ رقةً
شعرَ الحالمُ العاشقُ لحظتَها بدفءٍ فأرْخى أوْصالَهُ وَنامَ نَومتَهُ الأخيرةَ
فوقَ قبرِ حبيبتِه تحتَ ظلّ شجرةِ الياسمينِ