مَنْ شردَ القصيدةَ ؟
مَنْ بعثرَ المعان ؟
قصيدةٌ يتيمةٌ
كان في متنها غَزَلٌ عفيفٌ
لجميلةٍ وحيدةٍ
كان مطلعُها
وصفاً رهيفاً لعيونها الشهلاء
وفي عرضِ القصيدةِ سقطتْ الجميلةُ قتيلةٌ
كانت طفلةٌ رضيعةً
وشاعرُها جنيناً منتظراً
من ألقى القصيدةَ في وجهِ الحضورِ ؟
إنْ لم يرى بعد شاعرها النور
من وشى به للظنونِ ؟
مَنْ حرّمَ الكلامَ ؟
مَنْ سحقَ العظامَ ؟
مَنْ طمسَ الطفولةَ في وضحِ النهارِ
وبعثرَ الأوزانَ ؟
مَنْ شردَ القصيدةَ .؟
ويح السيف كان أصدق من الكتب
أعياه الصدأ
فتقدم الرصاصُ والقذائفُ الصماءُ
وأعلنوا الإعدامَ بتهمةِ الأحلامِ
ووزعوا الموتَ حصصاً متساوية
فالعدلُ في الموتِ أنبلُ الأحكامِ
لا فرق بين كبير وصغير
سحقاً لعدالةِ الظُلاّمِ ..
أرجوحةٌ معلقةٌ على غصنِ شجرةٍ
مهرُ الجميلةِ ..
لمْ يولد بعد الشاعر
لمْ يولد بعد الشاعر
أرسلَ القصيدةَ عبر الحبل السري
كانتْ أمه شهيدة
ماتَ الجنينُ
تاهتْ القصيدةُ
قُتلتْ الجميلةُ
بكتْ السماءُ دمعاً ونارً
وتبنَتْ الأرضُ كلَ القصائدِ اليتيمةِ
وضمتْ الرفاتَ
وأشعلتْ الأشجارُ مشاعلَ الطريقِ للحياة
مِنْ عمرِ أطفالٍ رضيعة .