في هذا العالم الذي يضج بمعاناة ملايين من المتشردين بلا مأوى بلا طعام بلا أمان بلا شيئ ، يجوبون دروب الإنسانية متوسلين أولئك عابري السبل لأجل لقمة تقيهم شبح الجوع ، كنت المشردة الوحيدة في العالم التي لا تلعن الحياة ،كنت الوحيدة التي تهرب من المسكن إلى اللامأوى ،كنت مشردة عن سبق إصرار وترصد ،أعلم أن "لماذا " يتقافز الآن في أذهانكم مثل قرد السيرك ، سأبدأ من النهاية ،البداية لا تهم ، كلنا نبدأ المهم كيف ننتهي ،فحقيقة لا ينتطح عليها كبشين أن كل نهاية هي بداية جديدة .
كنت تقليدية جداً أقدس الأصالة ،كما كانت معرفتي به عبررسائل تقليدية بعيداً عن زيف كل ما هو حديث، جلست يا أصدقائي المشردين على مكتبي لاكتب له رسالة أخيرة في ذلك البيت الذي خلفته وراء ظهري ولا يؤلمني مفارقته ولا تؤلبني أشواق له ، وأنا جالسة الآن تحت هذا الجسر أبحث عن دفء الجسد حول نار أوقدتموها ، وألفظ الأنس بسرد قصتي لوجوه لا أعرفها ولا تعرفني ، ربما الغرباء أكثر قدرة على فهمنا لأنهم يرون من بعيد فتظهر لهم الصورة ثلاثية الابعاد ، ليس كما يراها المقربون منا بصورة ذات بعد واحد مسطح .
لنكمل النهاية ...
حملت قلمي ودفتري القديمين الذين هجرتهما منذ ارتبطت به فما عاد لي حاجة بالرسائل فقد أصبحنا في بيت واحد ، هكذا اعتقدت ، لكن الواقع الذي لمسته أننا كنا بحاجة لأكثر من هذه الرسائل لنتواصل و لنحمي زهرة حبنا التي استسلمت للذبول من صقيع النفور كنا بحاجة لبناء جسور تفاهم بينا ، لقتل الضجر من قربنا ، لنار مقدسة في حياتنا تمنح زهرتنا الدفء ، نعبدها بغباء فإذا ما سأل أحدهم أما لكم عقول ؟ قلنا : هذا ما وجدنا قلوبنا له عابدة ، أصبحت قطعة أثاث في بيته وجودي مفروغ منه ، و أحاسسي ليست بذات أهمية لديه ، كان يئد كل فكرة عاطفية أحاولها لإشعال لهيب الحب بينا من جديد ، لا يهم لم أكن أعبء بذلك كان يكفيني أني قربه والسلام .
لكن عندما ارتكب جرم الخيانة ، لم يعد "والسلام " ، ليس لأنه أحب أخرى ، هذا إن أحب فعلاً لكنها شهوة عمياء تقوده ولا يقودها ،ولكن الأمر أنه خان والخيانة فعل دنيء ، وأنا أحببت رجلاً نبيلاً ، ولحظة استبدل بالدناءة النبل تكسرت قيود ذلك الحب وأشرقت شمس الخلاص من عبوديته .
احترت في البداية ماذا أكتب له بعد ما كان ؟! تراكضت الحروف من بين أصابعي بشكل عشوائي غوغائي في كل الاتجاهات رافضة الانصياع لقلمي والانتظام على الورق ، لكن كان لابد من كتابة الرسالة الأخيرة قبل الشروع برحلتي في طرقات الحياة المتشابكة ، في تلك اللحظة بدأ شعور التشرد يسري في دمي ،وسخرت من ذاتي متسائلة كيف يكون شعور الانسان فاقد الوطن والأمان والسكن ،كان لابد من الكتابة لابد ، وكتب له الرسالة ، احتفظت بنسخة منها معي أحملها في جيبي لأتذكر دوما كيف أودعت وطناً وراء ظهري ورحلت لوطن آخر أكون فيه أنا الغريبة .
دعوني أخرج الرسالة من جيبي سأتلوها عليك أنصتوا ، أو لا تنصتوا لا يهم فقط سأقرؤها ...
" أحببت يوماً رجلاً على طيات رباه كان ميلادي ، وحسبت فيه وفاتي ، لكن كيف رسم الوفاة على رقائق معدومة الوفاء ، كانت لتكون وفاة مكتوبة بماء ، لذلك أعلن لك الآن أني مشردة عن رباك ، لا أطلب اللجوء والمأوى لا أطلب الصدقات والحسنات، فقط منذ هذه اللحظة أطالبك بنبذ أي حب لي من قلبك ، فأن تحبني هذا شرف لا تستحقه "
التوقيع : امرأة مغفلة أحبت رجلاً أحمق .
كنت تقليدية جداً أقدس الأصالة ،كما كانت معرفتي به عبررسائل تقليدية بعيداً عن زيف كل ما هو حديث، جلست يا أصدقائي المشردين على مكتبي لاكتب له رسالة أخيرة في ذلك البيت الذي خلفته وراء ظهري ولا يؤلمني مفارقته ولا تؤلبني أشواق له ، وأنا جالسة الآن تحت هذا الجسر أبحث عن دفء الجسد حول نار أوقدتموها ، وألفظ الأنس بسرد قصتي لوجوه لا أعرفها ولا تعرفني ، ربما الغرباء أكثر قدرة على فهمنا لأنهم يرون من بعيد فتظهر لهم الصورة ثلاثية الابعاد ، ليس كما يراها المقربون منا بصورة ذات بعد واحد مسطح .
لنكمل النهاية ...
حملت قلمي ودفتري القديمين الذين هجرتهما منذ ارتبطت به فما عاد لي حاجة بالرسائل فقد أصبحنا في بيت واحد ، هكذا اعتقدت ، لكن الواقع الذي لمسته أننا كنا بحاجة لأكثر من هذه الرسائل لنتواصل و لنحمي زهرة حبنا التي استسلمت للذبول من صقيع النفور كنا بحاجة لبناء جسور تفاهم بينا ، لقتل الضجر من قربنا ، لنار مقدسة في حياتنا تمنح زهرتنا الدفء ، نعبدها بغباء فإذا ما سأل أحدهم أما لكم عقول ؟ قلنا : هذا ما وجدنا قلوبنا له عابدة ، أصبحت قطعة أثاث في بيته وجودي مفروغ منه ، و أحاسسي ليست بذات أهمية لديه ، كان يئد كل فكرة عاطفية أحاولها لإشعال لهيب الحب بينا من جديد ، لا يهم لم أكن أعبء بذلك كان يكفيني أني قربه والسلام .
لكن عندما ارتكب جرم الخيانة ، لم يعد "والسلام " ، ليس لأنه أحب أخرى ، هذا إن أحب فعلاً لكنها شهوة عمياء تقوده ولا يقودها ،ولكن الأمر أنه خان والخيانة فعل دنيء ، وأنا أحببت رجلاً نبيلاً ، ولحظة استبدل بالدناءة النبل تكسرت قيود ذلك الحب وأشرقت شمس الخلاص من عبوديته .
احترت في البداية ماذا أكتب له بعد ما كان ؟! تراكضت الحروف من بين أصابعي بشكل عشوائي غوغائي في كل الاتجاهات رافضة الانصياع لقلمي والانتظام على الورق ، لكن كان لابد من كتابة الرسالة الأخيرة قبل الشروع برحلتي في طرقات الحياة المتشابكة ، في تلك اللحظة بدأ شعور التشرد يسري في دمي ،وسخرت من ذاتي متسائلة كيف يكون شعور الانسان فاقد الوطن والأمان والسكن ،كان لابد من الكتابة لابد ، وكتب له الرسالة ، احتفظت بنسخة منها معي أحملها في جيبي لأتذكر دوما كيف أودعت وطناً وراء ظهري ورحلت لوطن آخر أكون فيه أنا الغريبة .
دعوني أخرج الرسالة من جيبي سأتلوها عليك أنصتوا ، أو لا تنصتوا لا يهم فقط سأقرؤها ...
" أحببت يوماً رجلاً على طيات رباه كان ميلادي ، وحسبت فيه وفاتي ، لكن كيف رسم الوفاة على رقائق معدومة الوفاء ، كانت لتكون وفاة مكتوبة بماء ، لذلك أعلن لك الآن أني مشردة عن رباك ، لا أطلب اللجوء والمأوى لا أطلب الصدقات والحسنات، فقط منذ هذه اللحظة أطالبك بنبذ أي حب لي من قلبك ، فأن تحبني هذا شرف لا تستحقه "
التوقيع : امرأة مغفلة أحبت رجلاً أحمق .