skip to main | skip to sidebar

.:: مــ ج ـروحـ،،ــة الــفــؤاد ::.

هناأعشق دفءحروفي وألوذ للكلم عندما تضيق بالهم ظروفي

Pages

  • الصفحة الرئيسية

الخميس، 29 مارس 2012

مشردة




في هذا العالم الذي يضج بمعاناة ملايين من المتشردين بلا مأوى بلا طعام بلا أمان بلا  شيئ ، يجوبون دروب الإنسانية متوسلين أولئك عابري السبل لأجل لقمة تقيهم شبح الجوع ، كنت المشردة الوحيدة في العالم التي لا تلعن الحياة ،كنت الوحيدة التي تهرب من المسكن إلى اللامأوى ،كنت مشردة عن سبق إصرار وترصد ،أعلم أن "لماذا " يتقافز الآن في أذهانكم مثل قرد السيرك ، سأبدأ من النهاية ،البداية لا تهم ، كلنا نبدأ المهم كيف ننتهي ،فحقيقة لا ينتطح عليها كبشين أن كل نهاية هي بداية جديدة .


كنت تقليدية جداً أقدس الأصالة ،كما كانت معرفتي به عبررسائل تقليدية بعيداً عن زيف كل ما هو حديث، جلست يا أصدقائي المشردين على مكتبي لاكتب له رسالة أخيرة في ذلك البيت الذي خلفته وراء ظهري ولا يؤلمني مفارقته ولا تؤلبني أشواق له ، وأنا جالسة الآن تحت هذا الجسر أبحث عن دفء الجسد  حول نار أوقدتموها ، وألفظ الأنس بسرد قصتي لوجوه لا أعرفها ولا تعرفني ، ربما الغرباء أكثر قدرة على فهمنا لأنهم يرون من بعيد فتظهر لهم الصورة ثلاثية الابعاد ، ليس كما يراها المقربون منا بصورة ذات بعد واحد مسطح .
لنكمل النهاية ...
حملت قلمي ودفتري القديمين الذين هجرتهما منذ ارتبطت به فما عاد لي حاجة بالرسائل فقد أصبحنا في بيت واحد ، هكذا اعتقدت ، لكن الواقع الذي لمسته أننا كنا بحاجة لأكثر من هذه الرسائل لنتواصل و لنحمي زهرة حبنا التي استسلمت للذبول من صقيع النفور كنا بحاجة لبناء جسور تفاهم بينا ، لقتل الضجر من قربنا ، لنار مقدسة في حياتنا تمنح زهرتنا الدفء ، نعبدها بغباء فإذا ما سأل أحدهم أما لكم عقول ؟ قلنا : هذا ما وجدنا قلوبنا له عابدة ، أصبحت قطعة أثاث في بيته وجودي مفروغ منه ، و أحاسسي ليست بذات أهمية لديه ، كان يئد كل فكرة عاطفية أحاولها لإشعال لهيب الحب بينا من جديد ، لا يهم لم أكن أعبء بذلك كان يكفيني أني قربه والسلام .
لكن عندما ارتكب جرم الخيانة ، لم يعد  "والسلام " ، ليس لأنه أحب أخرى ، هذا إن أحب فعلاً لكنها شهوة عمياء تقوده ولا يقودها ،ولكن الأمر أنه خان والخيانة فعل دنيء ، وأنا أحببت رجلاً نبيلاً ، ولحظة استبدل بالدناءة النبل  تكسرت قيود ذلك الحب وأشرقت شمس الخلاص من عبوديته .
احترت في البداية ماذا أكتب له بعد ما كان ؟! تراكضت الحروف من بين أصابعي بشكل عشوائي غوغائي في كل الاتجاهات رافضة الانصياع لقلمي والانتظام على الورق ، لكن كان لابد من كتابة الرسالة الأخيرة قبل الشروع برحلتي في طرقات الحياة المتشابكة ، في تلك اللحظة بدأ شعور التشرد يسري في دمي ،وسخرت من ذاتي متسائلة كيف يكون شعور الانسان فاقد الوطن والأمان والسكن ،كان لابد من الكتابة لابد ، وكتب له الرسالة ، احتفظت بنسخة منها معي أحملها في جيبي لأتذكر دوما كيف أودعت وطناً وراء ظهري ورحلت لوطن آخر أكون فيه أنا الغريبة .
دعوني أخرج الرسالة من جيبي سأتلوها عليك أنصتوا ، أو لا تنصتوا لا يهم فقط سأقرؤها ...


" أحببت يوماً رجلاً على طيات رباه كان ميلادي ، وحسبت فيه وفاتي ، لكن كيف رسم الوفاة على رقائق معدومة الوفاء ، كانت لتكون وفاة مكتوبة بماء ، لذلك أعلن لك الآن أني مشردة عن رباك ، لا أطلب اللجوء والمأوى لا أطلب الصدقات والحسنات، فقط منذ هذه اللحظة أطالبك بنبذ أي حب لي من قلبك ، فأن تحبني هذا شرف لا تستحقه "


التوقيع : امرأة مغفلة أحبت رجلاً أحمق .   

مرسلة بواسطة .:: مــ ج ـروحـ،،ــة الــفــؤاد ::. في الخميس, مارس 29, 2012 إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook

الثلاثاء، 6 مارس 2012

ذاكرة قُبلة




لا أعلم إلى اين سيأخذني إمتداد هذا البحر، أدمنت غروبه حد السأم، فأودع  الغروب لأستقبل الليل بلهفة الصغار لصباح العيد ،وأحسب كل ليلة عيدي فتقطع الظلمة وصل الأماني المرتجاة،وتنكس الأحلام شوقي المتقد لرؤيتها زائرة  لي في نومي .
في غروب كل يوم أجهد عقلي بالذكريات الباهتة ،لأصقلها من جديد فانا أخاف ان تضيع في زحمة الأفكار والأحداث المكتسحة خاطري، فأسير عبر  ممر من نور يأخذني لطفولتي ،هناك لذلك العالم الوردي  كان ملئه محبة وترابط ،كانت أمي فيه شمعة الميلاد، كنت أذوب أمام قسوتها الرقيقة وحزمها اللين ولا أمل مشاكستها، كانت تعشق ابتسامتي وأنا أهوى حضنها، كان أبي يحبها بقوة وكان حبهما يغمرني سعادة ، كنت أظنها سعادة ستدوم للأبد، لم يخطر في بالي يوماً أن تُهدم سعادتهما بيد أعراف مجتمعنا التي يقدسها لأنها تركة الاجداد لا لأنها تقوم على أساس شرع ودين أو حق وصواب ،في بيتنا كانت تقام طقوس السعادة ليل نهار، وفي جهة مقابلة او في بيت آخر عقد قران مصيره بمصير بيتنا بمباركة تلك الأعراف في الزواج التي يطلق عليها اسم "زواج البدل "  هي عادة إجتماعية  تُزوج فيها فتاة مقابل آخرى  دون مهر فيرتبط مستقبلهما  ببعضهما كارتباط في زواج كاثوليكي لا يفرق بينهما إلا الموت لا مجال أن يحيد مصير أحدهما عن مصير الاخرى .
في ذلك البيت الاخر " بيت خالي وعمتي " ، كانت أغربة البؤس تنعق فيه بالجراب، وتنذر بوقوع الطلاق في أي لحظة ،كنت مشغولة بحياتي أو كنت صغيرة كفاية حتى لا يشغل بالي مشاكل الكبار فلم أكن أهتم بذلك المصير الواقف على جرف هار،حتى سقطنا في ذلك الجرف فوقع الطلاق ، وتجبرت الأعراف والعادات البالية على جنتي الصغيرة وحكمت بتشتيت الحبيبين ،حاول أبي جاهداً أن يذود عن حبه ولكن تسلط جدي وسطوته قمعت ثورته ورضخ لمطلبه .
ايه ..ذلك اليوم وأنا أقف أنظر لأمي وهي تجمع ثيابها لتغادر ذلك البيت الذي أقفرت منه السعادة ،حاولت جيداً  استيعاب ما يحدث فلم أستطيع عندها سألتها ببراءة الأطفال : الى أين ستذهبين ؟
نظرت لي والدمع ملئ عينيها وصمت ثم صمت وأشاحت بوجهها عني وشرعت بالبكاء ثم نظرت لي وسألتني : حلوتي أترغبين بالعيش معي أم مع أبيك ؟
سؤالها اربكني كنت في الثامنة من عمري متشوقة للنضوج  فكنت دوماً أطالب أمي أن تعاملني كما الكبار يومها فعلتْ ووضعتْ بيدي دفة قرار مهم في حياتي وحياتهما، فصمت ثم صمت كيف أختار بين أبي وأمي كيف أختار بين عيني اليمنية واليسرى كلاهما جزء مني وفقد أحدهما مؤلم وبعده محزن ، لكني في لحظة قررت أن أتخذ قرار .
تقدمت نحوها فنظرت لي ضممتها بقوة وودت يومها لو ألتحم بها فلا نفترق أبداً قبلتها يومها قبلة لا أعلم تحديداً عما أردت أن أعبر عن أسفي على قرار سأتلوه عليها بعد لحظات أو عن حزني لفراقها قبلتها تلك القبلة وتراجعت خطوتين للوراء شعرت لحظتها أني كبرت أعوام كثيرة نظرت لها بحزم وقلت : قررت أن أعيش مع أبي .
بكت يومها بحرقة لازال صوت بكائها يئن في رأسي تقدمت نحوي لتحتضني وربما أرادت تقبيلي لكني فررت هاربة منها خرجت من البيت الى الحديقة كان أبي يقف في طرفها صامتا وقفت قربه وصمت أيضاً لم ألتفت ورائي لأنظر إذا تبعتني ، وغادرت يومها دون أن أراها ،أعلم جيدا أنها احترمت قراري ، كنت صغيرة نعم ،لكني أدركت ببراءة الأطفال أن أبي بحاجة لي اكثر منها فأبي كان في تلك اللحظة الطفل الذي أجبر على كسر لعبته المفضلة أي حزنه كان يسكنه هكذا أدرت حواري الداخلي كان أبي في نظري طفل تخلى عن كنزه ، هو كذلك فعلا أحب أمي بشغف فلم يتزوج بعدها ،هي لم تجد مفر من الزواج حتى لا تبقى تحت رحمة أسرتها ، كنت أزورها بأوقات متقطعة رؤيتها كانت تؤلمني رغم اشتياقي لها ،لم أقبلها أبدا كنت أُبدي امتعاضي كلما حاولت لاقتراب مني لتقبيلي فتبتعد ، كنت طفلة قاسية على أمٍ لا ذنب لها في أقدار مرسومة لنا .
أعوام مضت ،وها أنا كل ليلة أخلد للنوم متوسلة الأحلام أن تأتيني بها لتقبل جبيني ، أعشق قبلتها حلماً وأرفضها واقعاً، فأنا أريد للقبل المتبادلة بينا أن تحمل في ذاكرتها أن آخر قبلة كانت بينا قبلة أسفي لها يوم تخليت عنها .  
مرسلة بواسطة .:: مــ ج ـروحـ،،ــة الــفــؤاد ::. في الثلاثاء, مارس 06, 2012 إرسال بالبريد الإلكتروني كتابة مدونة حول هذه المشاركة ‏المشاركة على X ‏المشاركة في Facebook
رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

About Me

صورتي
.:: مــ ج ـروحـ،،ــة الــفــؤاد ::.
الدقائق الاخيرة قبل أن يرفع الستار عن جرح ِفراق ٍٍحلَ طيفه على ربى ايامي ، استباحَ فرحةَ قلبي مزق كبرياء غروري ، لم يترك لي سوا الدمع خليلا ، وبقايا حنين قوتا في دهاليز الذكريات ،،، وقلبا مكلوما أَجِّدُ في تعلميه التحليق في سماء الآمال والرجاء ورغم سيل الأحزان الذي أغرق خلايا فؤادي وتركني مجروحة الفؤاد لازال هناك إيمان راسخ لم تستطع تلك الأحزان الغازية من تنكيس لوائه ولا استباحة حصونه ،،
عرض الملف الشخصي الكامل الخاص بي
يتم التشغيل بواسطة Blogger.

زفرة

تسمو الارواح وترتقي الي البهو الخفي للكون هناك حيث الصراخ بأعلى الصوت بكل الهمسات المكتومة والبوح المذبوح على مسرح الايام


لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

لان الثواني تُزهق روح الجراح

جرح الروح

جرح الروح

Blog Archive

  • ▼  2012 (8)
    • ◄  مايو (1)
    • ◄  أبريل (1)
    • ▼  مارس (2)
      • مشردة
      • ذاكرة قُبلة
    • ◄  فبراير (3)
    • ◄  يناير (1)
  • ◄  2011 (36)
    • ◄  ديسمبر (2)
    • ◄  نوفمبر (1)
    • ◄  سبتمبر (2)
    • ◄  يوليو (2)
    • ◄  يونيو (4)
    • ◄  مايو (2)
    • ◄  أبريل (6)
    • ◄  مارس (3)
    • ◄  فبراير (4)
    • ◄  يناير (10)

Followers

 
Copyright (c) 2010
.:: مــ ج ـروحـ،،ــة الــفــؤاد ::.
. Designed for Video Games
Download Christmas photos, Public Liability Insurance, Premium Themes