أتذكرُ هناك في المساءات البعيدة لحظة تلاقي أرواحنا يوم لم نجتمع بمحض رغبتنا
أتذكر تلك الأمسيات الحزينة وأنا أكفكف أدمعك الخفية، كانت أمسياتً سعيدة لي
راقصني فيها القمر على وقع بوحك المضطرب يوم نقضت مواثيق الوحدة وأدخلتني عالمك ..
أنا أذكر جيداً ولا أنسى، وكيف أنسى لحظات كنت فيها مالكة العالم وكانت الحياة طوع يميني .
أصبحنا ذكرى ..
لا أدري كيف تصنفها أنت أليمة أم جميلة أم غبية ؟ أو لربما لم تعد تذكرها ؟ !
أتعلم ما يبعثر ذكراك دوما على مائدتي الصباحية مع تجدد أيام الحياة ؟، هي تلك العادة التي ارتبط بك ارتباط شرطي منذ لحظة عرفتك ، فيجالسني الماضي كل صباح مع صوت فيروز المجدول بأطيافك ... ...ذهبت أنت وبقيت عادتي تؤلب عليّ أشباح ماضينا ..سأخبرك أمراً ربما يختلط عليك فهمه، لم َ فيروز من تمهد الطريق لك لتغزو ذاكرتي ؟
ربما أنت نسيت ـــ لا أعي جيداً لمَ افترض يقيناً أنك نسيت!! ـــ لكني لم افقد أي جُزيء من تفاصيل ذلك المساء العائم على صفائح مقهاك المفضل عندما جلست فيه كنوع من المغامرة لكسر قيود عادتي و التغيب عن موعدي اليومي مع مقاهي المفضل بعدما حثني مقعدي المنزوي في ركن خفي هناك على تخلف عن الموعد في رغبة منه للتخلص مني بعدما ملني ومل صمتي وعاداتي، لا أعلم لِمَ استسلم دوماً للأمور التي أحبها وتريحني فتأسرني وآسرها لتغدو عادة يصعب التخلص منها ...ربما هو نوع من التحرز من تقلبات الحياة وكأن الحذر ينجي من القدر، فإذا ما خسرت أحد عاداتي قلت في نفسي تخلصت من عادة سيئة ... " امرأة العادات " أنا .
جلست يومها ارتشف قهوة مسائية ،سابحة مع صوت فيروز الذي كان يضج بأرجاء المكان فيحرر الروح من الجسد إلى السماء كان صوتها يهمس قائلا : " أديش كان في ناس عالمفرق تنطر ناس تشتي الدنيي و يحملو شمسية و أنا بأيام الصحو ما حدا نطرني "
فتساءلت في ذاتي متى يكون هناك من ينتظرني ؟! سئمت انتظار المجهول ووضع تصورات لمستقبل باهت الحضور في تقاسيم الأمل .
كانت جميع الطاولات قد امتلأت بالهاربين أمثالي من صخب الحياة أو أحسبهم كذلك عندما جئت تستأذنني للجلوس معي على طاولتي فقط تشرب قهوتك وتغادر ووعدتني بعدم الإزعاج، كانت أول مرة يشاركني أحدهم طاولتي غير الوحدة التي كانت رفيقتي الوفية، علمت في قرارة نفسي أنه مقهاك المفضل ، لذلك آثرت ارتشاف قهوتك مع غريبة على مغادرته لمكان آخر، لا أعرف كيف لعبت الأقدار لعبتها وأصبحنا مقربين وأحببنا بعضنا ..
ولأني عندما أحب أمراً ما أجعله عادة، لم أدرك قوانين الحب الذي لا يخضع لأي قانون، جعلتك أمراً مفروغ منه أمر مُسلّم به في أجندتي اليومية ، حتى امتدت بينا جسور الجليد ، لم أعلم أن الحب ليدوم عليه أن يكون بركاناً ، في أي لحظة ينفجر و يثور وعندما ينفث حممه تأخذنا دوامات جنون الحب ... كنت مشغولة في ترتيب عاداتي وتنسيق روتين يومي، لم أدرك أن الرجل يكره أن يكون شيء عادياً في حياة امرأته الرجل يرغب أن يكون ذلك الاستثناء، ذلك الأمر الذي لا يتكرر، أن يكون الشروق الجديد، الغروب الساحر، الليل دافئ .
وأنا أردتك كتاباً على رفوف مكتبتي متى اجتاحتني رغبة القراءة طالعتك وكلي يقين انك لن تبرح المكتبة .
ولأني عندما أحب أمراً ما أجعله عادة، لم أدرك قوانين الحب الذي لا يخضع لأي قانون، جعلتك أمراً مفروغ منه أمر مُسلّم به في أجندتي اليومية ، حتى امتدت بينا جسور الجليد ، لم أعلم أن الحب ليدوم عليه أن يكون بركاناً ، في أي لحظة ينفجر و يثور وعندما ينفث حممه تأخذنا دوامات جنون الحب ... كنت مشغولة في ترتيب عاداتي وتنسيق روتين يومي، لم أدرك أن الرجل يكره أن يكون شيء عادياً في حياة امرأته الرجل يرغب أن يكون ذلك الاستثناء، ذلك الأمر الذي لا يتكرر، أن يكون الشروق الجديد، الغروب الساحر، الليل دافئ .
وأنا أردتك كتاباً على رفوف مكتبتي متى اجتاحتني رغبة القراءة طالعتك وكلي يقين انك لن تبرح المكتبة .
كنت مخطئة ...
وكنت أحبك ...
لذلك كسرت أغلى عاداتي التي كانت أنت وهجرتك، لتبحث عن أخرى تكره الروتين وتكسر القواعد وتتمرد على العادات .وكنت أحبك ...