إحترتُ في أمرِكَ
يا قلْبيَ المكلوم الجَسور !
ما الّذي أسكنَ فيكَ
قسوةً وجفا وعقور ؟!
أألبستكَ ذُنوبي ثوبَ سوادٍ
فما عُدتَ ترى النّور ؟!
أنسيتَ عهداً وحبلاً
كان ممدوداً بينَكَ وبينَ ربّي الصّبور ؟!
أأغرَتْكَ الدّنيا واستَهوتكَ
دروبٌ زيّنها الشّيطان بغرور ؟!
إحترتُ في أمرك
ترى دربَ الحقّ فتسلكَ غيرَهُ
لا واللهِ! ما عهدتُكَ قلباً محبّاً للشرور !
فباللهِ عليك عُد يا قلبيَ المغدور؛
غدرَتك الحياة مراراً فلا تُطعها
وابتعِد عن فجاجِ هواها
والتزِم درب الحقّ وكُن قلباً شكور ..
وابتغِ قُربَ ربّك
فقربُهُ أُنسُ الوجود ومعنى السّرور
ودعْ فِعال النّاس ولا تلُمهم
فإنّك آتٍ يومَ الحساب بذنبك !
وكلّ بحملِ ذنبِه مجبور
واصنعْ لنفسِكَ من دجى الليلِ مقاماً
كُنْ فيهِ مطيعاً لأمرِ ربّك ونِعْمَ المأمور
واعلمْ يا قلبي أنّه مهما عصيْتَ
وكبُرَ ذنبُك ربّي دوماً حليمٌ غفور
فاصدُق نواياكَ واطلُبِ العفو
واجعل الإيمان يتناثر من قلبِك شذور !